الأربعاء، 26 أكتوبر 2011

الحرية

بقلم: سلمان يوسف

باب مموه بدم احمر قان يترائى امامي, واصوات صراخ واهات تعلو تصم اذاني , أهم الى الباب فاذا برجل يفتح الباب أمامي: يقول اخلع نعليك وتقدم ان شئت مطلوبة الانسان المسماة الحرية واحذر فإن طريقها ملأى بالعذابات والآلام واحيانا لا تنالها الا بالموت الزؤام، ادخل الباب واذ بي امام اهرامات تعلو للسماء وحولي عبيد بالملايين سخروا حتى يبنو ابراجا لتبلغ اطراف السماء واصوات تلحق باجسادهم وفوقهم فرعون لا يكاد يمل من ذل المستضعفين وهنالك ذاك الرضيع ارى هلاك طاغية مصر في مستقبله, اتحول عن وجهتي فأرى صورة النمرود جالسا في حدائق لم ارى فيها من مثيل  ومواكب الخدم والحشم حوله همها طاعة الملك الاله ولا من معارض سوى العبد الطريد من أور الذي صارت له النار ليست بسعير. وفي ارض الآريون عصبة من الممالك المستبدة وصفوف الماوبذة بجنبه والجاريات الغانيات وصواني الذهب والمجوهرات كلها من عمل الفارسي المجهد لاجل عين ولذة بطن ذاك الجبار ومن سيزيف جامل الصخرة الذي قيد اجله زيوس في عود ابدي لاينفك وفعلي جبري لاينكسر ومشاعر مثقلة تائقة لكسر اسلاك لاتكسر باق هو هكذا
اصحوا من نومي وادتبر في حالي ومسألتي
كم هو صعب اقتحام هذا الباب والخروج منه بسلام. انبياء قد مروا فيه ومؤمنين بالحرية من الثائرين ومن لم يقوى في مجابة الظالمين صاغ في الاسطورة احلامه لعله يدرك مايريد.ياترى لماذا هذا الحراك القاسي والدموي والذي يكون سالكيه افراد قلال والغالبية عنه مثقلون؟
اترانا احرار ام عبيد ؟؟
ماقوام هذه المعبودة من قبل العاشقين والاخرى التي نحن لها باخعين ؟؟
لا اقول بالحرية ان اكون ولي امر نفسي او ان عبوديتي بملكيتي من قبل غيري فالعصر تعدى هذه المرحلة المريرة المليئة حيث كان المواطنين بمقابل العبيد الخالين من اية حقوق والتي قام سبارتاكوس لينقلب على تلك القيم حيث انتصر بموته وحضي اتباعه بالصلب قبل ان يكون ذاك الصلب الشهير
حريتنا اليوم امست شعار كل الشعوب  شعوب كانت رازحة  في سنين مضت مسلوبي الارادة الى درجة ارتماءنا بالمستعمر  والمستبد المحلي من تقليد ومحاكاة له في سلوكا ومأكله وملبسه وحتى في قضائهم لحاجاتهم واليوم بدء القيام من ذاك السبات ولا ندري اأإلى الغيبوبة سنعود
جموع البشرية كلها تتقارب في حسها الإنساني واصبح هاجس الحرية وتقرير المصير والعمل على تقويض السلطات كل السلطات القابضة على عقلنا وحكمها وحتى التي باسم الديموقراطية تحكمنا، غير ان هذا التوحد العالمي مازال بعيد المنال والبشر ما زالوا متخوفون من بعضهم بعضا  بفضل قناع البشرة واللغة والدين الخ حاجزا بين بعضنا البعض ماهي الحرية ؟؟
سؤال حتى لم يعد مطروحا بل من المسلمات غير انه أوضح الواحات هي الأجدر بالتوضيح فكم من مسلمات خدعنا بها وأودتنا على عكس ما وضعنا لها من توقعات ؟
الحرية... ان تكون قادرا على اتخاذ قرارك المتعلق بك دون قيد او شرط من اي كان ان تبلغ اعلى مدى وأدنى مستوى في ما تريد فانت ولي ذاتك ولا من سيد له غيرها وذلك في صورتها المطلقة
الحرية... ان لاتكون عبدا
الحرية... ممارستك لأفعالك دون تعد على حدود الاخرين
الحرية... هي ما يكون مكفوله لك في ضل دولة مدنية مدون فيها حقوقك التي تضع لك المجال الذي لك ان تهيم في فضاءاتها ومن اجمل المدونات في ذلك ما تقرأه في التعديل الاول للدستور الامريكي حيث الحرية عرفت ليست بمفهومها حتى لا يكثر التاويل واللغط حولها بل عرفت بأمثالها والتي تتيح اكبر قدر للممارسات الفردية
الحرية... هي ان تنفك عن عبودية النفس وتتحر منها الى عبودية المطلق وفعل الحق
مختلف هو التفسير حولها غير ان المجمع عليه ضرورة ان تكون لنا قراراتنا السيادية والتي لولا حق الاختيار هذا لانتفى اساس المحاسبة ولكنا بلا مسؤولية عما نقوم به  فاساس الحساب الاختيار حريتنا في ان أؤمن بما اريد وادع لك حق الاختلاف بشده حتى وان بلغت معي حدا لا تطيق ما اعتنق لا بل وان وصلت لحد التكفير فطالما لا قسر عليك من قبلي او إجبار من طرفك علي فلنؤمن بما شئنا فان اردنا قهر بعضنا لن نبقى
ان اهم ما يكمن لدي واعتنقه في الحرية هو حق الاختلاف وهو المقدم والآخر فمن دونها قد نكون نمارس أفعالنا ولكننا في الوقت ذاته نقهر الاخر وهذا لايستقيم
ولنعلم ان حريتنا تشمل فكرنا وحكمنا وسلوكنا فلسنا أحرار ان كنا عبيد ومورثة اعتقادات لسنا بمختارين لها ولسنا أحرار ان نشأنا في ضل سلطة نموت ونحيا وأسسها باقية نهاب ان نغيرها بدعوى انه كانت قائمة فقط لانها قائمة
ولسنا بأخبار ان كانت فوقنا سلطة مايسمى بالعقل والمنطق الذي يضعه لنا سين وصاد من الناس وصلوا لدرجة العقلانية وجهابذة في المنطق ففي القدم كان ممثلي الآلهة اشد المستعبدين لأرواحنا بتسليم من ذواتتنا لها فهل ذلك مستبعد من قبل انسان الحداثة ومقدسي العقل وسادات الانتلجنسيا التي تخدم باسم العقل مشاريع دول واديلوجيا ورثة عصر التنوير البرجوازيي كل ذلك يبقى حبر على ورق
في طيات الكتب ويستمر الانسان في عوده الأبدي لإعادة أخطاءه دون الأخذ بالعبر
وتبقى الحرية لونها احمرا لا تنالها الا بعطاء شهدائها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق